المدن العائمة
مشاركة من المدرس امام امام
المدن العائمة
* نموذج للمدن العائمة في المستقبل
باريس " مكتب الرياض" حسان التليلي
سيتذكر أطفال المدارس بالتأكيد انطلاقا من القرن الميلادي الثاني والعشرين مهندسا معماريا فرنسيا بلجيكيا يسمى " فانسون كالوبو" وإسهامه الكبير في إعداد العدة للتصدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري. ومن أهم هذه الإسهامات المشروع الضخم الذي يعمل على إنجازه حاليا والمتمثل في صياغة نماذج لمدن ستأوي في المستقبل أولئك الذي يوصفون ب "مهجري المناخ". وهم الناس الذين سيكونون مضطرين إلى مغادرة أراضيهم بدون رجعة لا بسبب الحروب بل بسبب الكوارث الطبيعية الناتجة عن تفاقم هذه الظاهرة. ومنهم مثلا عشرات الملايين الذين يسكنون جزرا أو مناطق ساحلية ستغمرها المياه بسبب ارتفاع مستوى البحار والمحيطات. بل إنه يتوقع أن تمحى عدة بلدان وجزر من الخارطة بسبب هذه المشكلة حسب توقعات لجنة الخبراء الدوليين التي تعنى بدراسة التغيرات المناخية.
والحقيقة أن " فانسون كالوبو" يضع حاليا اللمسات الأخيرة على مشروع مدينة عائمة يرى أنها قادرة في المستقبل على إيواء " مهجري المناخ". وتتسع هذه المدينة لقرابة خمسين ألف شخص. وهي مصنوعة من مواد خفيفة وصلدة قادرة على جعلها تطفو بسهولة على سطح البحر دون أن تغرق بسكانها. ويسعى المهندس المعماري الفرنسي البلجيكي إلى جعل هذه المدن قادرة على تأمين جزء كبير من المرافق الضرورية منها الماء والكهرباء والطعام. فبخصوص الماء سيكون لكل مدينة من هذه المدن مصنع لتحلية مياه البحر. بل إن من مهام عمدة كل مدينة من هذه المدن حملها من حين لآخر إذا كانت موجودة في أماكن لا ينزل فيها المطر إلا لماما إلى مناطق يهطل فيها المطر بغزارة حتى تملأ خزاناتها بالماء العذب وحتى تسقي حدائقها وبعض المزروعات الممكنة فوق أرضها. أما بشأن الكهرباء فإن المهندس الفرنسي البلجيكي قد زود نماذج مدنه العائمة بنظم طاقوية متجددة تعتمد مثلا على الشمس والرياح. وفي ما يخص الغذاء يشدد المهندس على إرساء ثقافة غذائية لدى سكان هذه المدن تجعلهم قادرين على تلبية الجزء الكبير من حاجاتهم الغذائية من البحر لا من اليابسة. وهذا لا يمنع المدن العائمة من أن تتوقف من حين لآخر عند الضرورة قرب مدن اليابسة الساحلية للتزود ببعض المواد الغذائية أو لتلبية جزء من حاجات سكانها تصعب الاستجابة له في البحر.
وينكب هذا المهندس المعماري حاليا على عدة تجارب ميدانية من شأنها مساعدته على إعداد تصور شامل لمستقبل المدن العائمة يتجاوز حدود البعد المعماري فيها. ومن هذه التجارب على سبيل المثال تلك التي تتمثل في زراعة أشجار مثمرة فوق أسطح المنازل في المدن اليابانية وتلك التي لديها صلة بأنشطة المجموعات التي تعيش اليوم على مراكب متحركة فوق مياه الأنهار والبحار في جنوب شرقي آسيا.
مشاركة من المدرس امام امام
المدن العائمة
* نموذج للمدن العائمة في المستقبل
باريس " مكتب الرياض" حسان التليلي
سيتذكر أطفال المدارس بالتأكيد انطلاقا من القرن الميلادي الثاني والعشرين مهندسا معماريا فرنسيا بلجيكيا يسمى " فانسون كالوبو" وإسهامه الكبير في إعداد العدة للتصدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري. ومن أهم هذه الإسهامات المشروع الضخم الذي يعمل على إنجازه حاليا والمتمثل في صياغة نماذج لمدن ستأوي في المستقبل أولئك الذي يوصفون ب "مهجري المناخ". وهم الناس الذين سيكونون مضطرين إلى مغادرة أراضيهم بدون رجعة لا بسبب الحروب بل بسبب الكوارث الطبيعية الناتجة عن تفاقم هذه الظاهرة. ومنهم مثلا عشرات الملايين الذين يسكنون جزرا أو مناطق ساحلية ستغمرها المياه بسبب ارتفاع مستوى البحار والمحيطات. بل إنه يتوقع أن تمحى عدة بلدان وجزر من الخارطة بسبب هذه المشكلة حسب توقعات لجنة الخبراء الدوليين التي تعنى بدراسة التغيرات المناخية.
والحقيقة أن " فانسون كالوبو" يضع حاليا اللمسات الأخيرة على مشروع مدينة عائمة يرى أنها قادرة في المستقبل على إيواء " مهجري المناخ". وتتسع هذه المدينة لقرابة خمسين ألف شخص. وهي مصنوعة من مواد خفيفة وصلدة قادرة على جعلها تطفو بسهولة على سطح البحر دون أن تغرق بسكانها. ويسعى المهندس المعماري الفرنسي البلجيكي إلى جعل هذه المدن قادرة على تأمين جزء كبير من المرافق الضرورية منها الماء والكهرباء والطعام. فبخصوص الماء سيكون لكل مدينة من هذه المدن مصنع لتحلية مياه البحر. بل إن من مهام عمدة كل مدينة من هذه المدن حملها من حين لآخر إذا كانت موجودة في أماكن لا ينزل فيها المطر إلا لماما إلى مناطق يهطل فيها المطر بغزارة حتى تملأ خزاناتها بالماء العذب وحتى تسقي حدائقها وبعض المزروعات الممكنة فوق أرضها. أما بشأن الكهرباء فإن المهندس الفرنسي البلجيكي قد زود نماذج مدنه العائمة بنظم طاقوية متجددة تعتمد مثلا على الشمس والرياح. وفي ما يخص الغذاء يشدد المهندس على إرساء ثقافة غذائية لدى سكان هذه المدن تجعلهم قادرين على تلبية الجزء الكبير من حاجاتهم الغذائية من البحر لا من اليابسة. وهذا لا يمنع المدن العائمة من أن تتوقف من حين لآخر عند الضرورة قرب مدن اليابسة الساحلية للتزود ببعض المواد الغذائية أو لتلبية جزء من حاجات سكانها تصعب الاستجابة له في البحر.
وينكب هذا المهندس المعماري حاليا على عدة تجارب ميدانية من شأنها مساعدته على إعداد تصور شامل لمستقبل المدن العائمة يتجاوز حدود البعد المعماري فيها. ومن هذه التجارب على سبيل المثال تلك التي تتمثل في زراعة أشجار مثمرة فوق أسطح المنازل في المدن اليابانية وتلك التي لديها صلة بأنشطة المجموعات التي تعيش اليوم على مراكب متحركة فوق مياه الأنهار والبحار في جنوب شرقي آسيا.